TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

البورصات العربية تعاود المكاسب مع هدوء التوترات بين روسيا وأوكرانيا (تقرير)

البورصات العربية تعاود المكاسب مع هدوء التوترات بين روسيا وأوكرانيا (تقرير)
متعامل يتابع أسعار الأسهم السعودية

محمود جمال - مباشر: عادت معظم البورصات العربية والعالمية لتسجل مكاسب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد أن تأثرت بالضغوط العالمية التي تتعلق بتصاعد الأحداث الجيوسياسية بين روسيا وأوكروانيا والتي هدأت قليلاً بعد سحب روسيا قواتها من الحدود الأوكرانية.

وبحسب خبراء، فإن البورصات العربية قد تشهد ارتفاعاً خلال الجلسات المتبقية من شهر فبراير الجاري في ظل التوقعات الصادرة من مؤسسات أجنبية، موضحين أن تلك التوقعات الإيجابية تعود لارتفاع النفط والذي قد يصل إلى 125 دولاراً للبرميل، وهو الحافز الاقتصادي الأكبر لدول المنطقة التي ما زالت تعتمد على البترول كمورد رئيسي لعائداتها، إضافة للخطط التي وضعتها الصناديق السيادية للتعافي ودعم الاقتصاد غير النفطي.

How much was the gains of the last 5 IPOs in the Saudi stock market? : Eg24 News

وأوضح الخبراء أن التأكيد الحكومي في مصر وغيرها من دول أخرى بالمنطقة كالسعودية والإمارات على المضي قُدماً في طرح كيانات قوية تجذب مستثمرين أجانب، من العوامل التي تعزز التوقعات الإيجابية لتلك الأسواق بصفة عامة خلال العام الجديد، إضافة لنتائج الأعمال والتوزيعات التي تفتح شهية المستثمر طويل الأجل، والتي أسهمت اليوم في عودة تمركز المتعاملين بالأسهم الكبرى التي من المرجح أن تشهد أغلبها أداءً تشغيلياً جيداً بعد تعافي أعمالها من تداعيات جائحة كورونا.

ولفتوا إلى أن بورصات المنطقة قد تشهد بعض التأثر الوقتي إذا حدث تصاعد جديد للأحداث الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا أو اتخاذ الفيدرالي قراراً بشأن رفع الفائدة لكبح جماح التضخم الذي وصل لأعلى مستوياته بالولايات المتحدة منذ ما يقرب من 40 عاماً.

 

بورصات عربية

وبحسب إحصائية أعدها "معلومات مباشر"، فبنهاية جلسة يوم الثلاثاء، ارتفعت مؤشرات بورصة مصر بشكل جماعي وقفز المؤشر الثلاثيني بنسبة 1.40% ليتجاوز مستوى 11500 نقطة، وفي السعودية وبدعم من أسهم المصارف تجاوز مؤشر تاسي السعودي 12300 نقطة وسجل أعلى إغلاق له منذ عام 2006.

وبدعم من نتائج الشركات التي أظهرت تعافي بعضها من تداعيات الجائحة، ارتفع مؤشر سوق دبي إلى أعلى مستوياته في أكثر من 3 أشهر، كما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي للجلسة الثامنة على التوالي مسجلاً أطول سلسلة ارتفاعات يومية في أكثر من 6 أشهر.

وتلون مؤشر بورصة قطر باللون الأخضر في جلسة اليوم، ليرتفع بنسبة 0.17% فوق مستوى 12700 نقطة، كما ارتفعت مؤشرات بورصة الكويت بشكل جماعي مع تحقيق شركات كبرى نتائج أرباح جيدة، وفقاً للخبراء.

وعلى المستوى العالمي، ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية، كما تلونت الأسهم الأوروبية بالأخضر إضافة لصعود البورصة الهندية لأعلى مستوياتها في عام، فيما هبطت الأسهم اليابانية وأسعار الغاز والنفط والذهب.

تفاعل إيجابي

وفي هذا السياق، قالت حنان رمسيس الخبيرة بأسواق المال، إن تراجع التوترات الجيوسياسية الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا دفع الأسواق العالمية للتفاعل الإيجابي، مرجحةً أن تظل مؤشرات الأسواق العالمية تحت رحمة تداعيات أزمة كورونا وارتفاع التضخم الذي وصل لمستويات لم يصل إليها منذ عقود والمساهم الأكبر فيه نقص سلاسل الإمداد.

وأشارت إلى أن الاستقرار السياسي والاقتصادي ووجود أسعار النفط عند مستويات مستقرة درع حماية قوي يقي الأسواق الخليجية والعربية من التأثر بالتقلبات والانخفاضات التي تحدث في الأسواق العالمية.

14 مليار جنيه حجم زيادات رؤوس الأموال بالبورصة المصرية منذ بداية العام - جريدة المال

خطط سيادية

وبدوره، يرى أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس في مصر، أن الخطط بشأن الطروحات الحكومية والمضي قدماً في تطبيق خطط الصناديق السيادية التوسعية لاقتناص الفرص وتنشيط القطاعات الاقتصادية الكبرى، ضمانة ودرع واقٍ ويعزز من جذب الاستثمارات الأجنبية للبورصات العربية، لافتاً إلى أن هناك خططاً قوية لدى الصناديق السيادية بدول الخليج أظهرت مؤخراً المضي قدماً في تنفيذ صفقات داخل مصر وبالسعودية كالصفقة الأخيرة التي تخص شراء السيادي السعودي نسبة 4% من أسهم شركة أرامكو السعودية إضافة لخطط السيادي الكويتي المميز في ذلك.

الإمارات تقود المكاسب في أسواق الخليج وسط تراجع البورصة السعودية : النهار

تقلبات وتذبذب

ويقول محمد عطا، مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إنه فى ظل التقلبات والتذبذب التي تشهدها الأسواق العالمية والناتجة عن الاضطرابات الجيوسياسية واشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية علاوة على اتجاه جميع الأنظار نحو اجتماع الفيدرالي الأمريكي القادم، والتوقعات ببداية تحريك أسعار الفائدة، اتجهت الأسواق العالمية نحو الهبوط سواء الأمريكية أو الأوربية، وامتد الأثر السلبي بالتبعية إلى أغلب الأسواق نتيجة للهبوط العنيف الذي مر بها.

وأوضح عطا أن هذه الآثار السلبية لم تمتد بشكل عنيف نحو الأسواق العربية؛ بدعم من صعود أسعار النفط عالمياً وهو العامل الذي كان سبباً في اتجاه بورصات المنطقة في الصعود بقوة خلال الأسبوع الماضي.

وبيّن عطا أن معامل الارتباط الكبير والمتزايد بين أسعار النفط عالمياً والأسواق العربية، يشكل توزاناً كبيراً لها ودعماً من أدائها الجيد ومن المتوقع أن يستمر هذا الدعم للصعود مع تزايد أسعار البترول.

أموال ذكية

وبدوره، بيَّن مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، أن ارتفاع أسعار البترول بسبب التوترات بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى الموجة التضخمية العالمية، استطاع الحد من الضغوط البيعية التي تشهدها الأسواق العالمية على أداء الأسواق العربية، مشيراً إلى أنه في ظل تلك التوترات التي هدأت قليلاً اليوم بعد إعلان سحب القوات الروسية من حدود أوكرانيا، هناك فرصة للأموال الذكية لتكوين المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل.

مرآة للاقتصاد

ومن جانبها، أكدت أسماء أحمد، محللة الأسواق لدى شركة ألف تريد، أنه ومع ظهور التوترات الجيوسياسية على الساحة خلال الأسبوع الماضي وجدنا أن جميع الأسواق شهدت حالة من التذبذب، في حين وجدنا أن الأسواق الخليجية وخاصة السوق السعودي سرعان ما عوضت خسائرها بل وتجاوزت مستوى 12359 بإغلاق جلسة الثلاثاء، والذي يفسر تأثير ارتفاع أسعار النفط الإيجابي عن التأثير السلبي للتوترات الجيوسياسية.

وأكدت أن استمرار ارتفاع أسعار النفط وتداولها فوق الـ90 دولاراً للبرميل يصب في مصلحة جميع دول الخليج؛ حيث إن سعر خام برنت يجري تداوله الآن فوق السعر اللازم لتحقيق التعادل المالي لدى دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضحت أن هذا يعني تحقيق فوائض مالية لدى هذه الدول، وهو ما يصب في صالح معدلات النمو لها خلال الشهور المقبلة، مما يصب بالتأكيد في صالح الأسواق المالية الخليجية التي تعد مرآة الاقتصاد.